قرأت هذه التجربة التي قامت بها الدكتورة بيلا ديبولا فأحببت أن نتحدث حولها
قامت عالمة النفس" بيلا ديبولا" بتجربة مثيرة في عرض لوحتين الأولى سريالية والأخرى بيضاء,ولكن أرضيتها من نقوش نجمات ,ثم عرضت اللوحتين على العديد من الناس لترى التعليقات... فكانت مشبعة بالمرارة والتهكم ,ثم فاجأت الحضور بأن دخلت سيدة على ظهرها حقيبة وادعت أنها من رسمت اللوحة السريالية ,كما دخل شاب يدعى جاك فأخبر أن اللوحة البيضاء هي من صنع يديه وهو يريد بحرص أن يسمع تعليقاتهم على ما أنجزته يداه في أسابيع طويلة من العمل ,فانقلب القوم على رؤوسهم وقالوا ما أجملها ولقد أبدعت فيها وللمرأة قالوا:إنها لوحة تأخذ بالألباب وأنها ساحرة ومسيطرة ومؤثرة !!!
أرأيتم كيف حرف الحضور في كلامهم !!!
وهكذا نجد بأننا نخشى من قول الحقيقة في وجه صاحبها كل ذلك من أجل ألا نجرح مشاعره
ولا شك بأن المحافظة على مشاعر الآخرين شيء جميل
ولكن ألا ترون بأننا ونحن نحاول ألا نجرح مشاعرهم نقوم بخداعهم في نفسي الوقت ولكن دون أن نشعر!!!
ذلك أنهم سيتوهمون بأنهم مبدعين حقاً ولا يهتموا كثيراً بتطوير ذاتهم على الوجه الصحيح
قد يقول قائل بأن تشجيعهم يساعدهم على الإبداع وأقول ذلك صحيح وليس فيه شك أبداً
ولكن لا بد أن تكون لدينا مصداقية حتى نجعلهم يبدأوا مرحلة تطوير الذات بشكل سليم
لا أن يكون تطويرهم لذواتهم مبني على الكذب والخداع
ولا شك أن البداية مهمة جداً لكل شخص
و لا بد أنكم تتساءلون ما الذي يجب علينا فعله دون أن نجرح مشاعرهم وبنفس الوقت لا نكذب عليهم
وأقول بأنه لا بد لك من تخير الألفاظ التي ستقوم بالغرض المطلوب ولكن دون جرح الشخص المراد انتقاده
كأن تقول : اللوحة جيدة إلى حد ما ولكن ينقصها القليل من كذا وكذا ..
ومن ثم تبدأون بسرد ملاحظاتكم على اللوحة
على أن لا تبالغوا حتى لا تتهموا بالكذب
ثم أتني أعتقد بأن كل شخص يرسم لوحة لا بد وأن يكون قد أبدع فيها ولو قليلاً
لأنها كانت حاصل مجهود ذاتي نتج عنه تلك اللوحة
التي وإن لم تكن بالجودة المطلوبة لكنها عبرت عنه عن ذاته ولا بد أن تكون جميلة
منقول