عن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول
الله
" إن
موسى قال : يا رب أرني آدم الذي أخرجنا و نفسه من الجنة , فأراه
الله آدم , فقال : أنت أبونا آدم ? فقال له آدم : نعم , فقال : أنت الذي
نفخ الله فيك من روحه , و علّمَك الأسماء كلها , و أمر الملائكة فسجدوا لك ,
قال : نعم , قال : فما حملك على أن أخرجتنا و نفسك من الجنة ? فقال له آدم
: و من أنت ? قال : أنا
موسى , قال : أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء حجاب , لم
يجعل بينك و بينه رسولا من خلقه ? قال : نعم , قال : أفما وجدت أن ذلك كان
في كتاب الله قبل أن أخلق ? قال : نعم , قال : فما تلومني في شيء سبق من
الله تعالى فيه القضاء قبلي ? قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك :
فحَجَّ آدم
موسى , فحَجَّ آدم
موسى " .
صحيح . الصحيحة برقم/ (1702) ،قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 277
: أخرجه أبو داود ( 4702 )
و عنه البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 193 ) و ابن خزيمة في " التوحيد
" ( ص 94 ) من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب
قال : قال رسول الله : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال
الشيخين غير هشام بن سعد و هو صدوق له أوهام , و قد حسنه ابن تيمية في أول
رسالته في " القدر " . و الحديث في " الصحيحين " و غيرهما من حديث أبي
هريرة مختصرا . قوله :
( فحَجَّ آدمُ
موسى ) أي «غَلبَهُ بالحُجَّةِ» . و اعلم أن العلماء قد اختلفوا في
توجيه ذلك , و أحسن ما وقفت عليه ما أفاده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
تعالى , إنما هو أن
موسى لامه على ما فعل لأجل ما حصل لذريته من المصيبة بسبب أكله من
الشجرة , لا لأجل حق الله في الذنب , فإن آدم كان قد تاب من الذنب , و
موسى عليه
السلام يعلم أن بعد التوبة و المغفرة لا يبقى ملام على الذنب , و لهذا
قال : " فما حملك على أن أخرجتنا و نفسك من الجنة ? " , لم يقل : لماذا
خالفت الأمر ? و الناس مأمورون عند المصائب التي تصيبهم بأفعال الناس أو
بغير أفعالهم بالتسليم للقدر و شهود الربوبية ... فراجع كلامه في ذلك فإنه
مهم جدا في الرسالة المذكورة و في " كتاب القدر " من " الفتاوى " المجلد
الثامن و كلام غيره في " مرقاة المفاتيح " ( 1 / 123 - 124 ).
______________________
مقتبس من كتاب نُظُمُ الفرائد مما في سلسلتي الألباني من فوائد/ المجلدُ
الثاني ص(440).