هي قصائد جاهليّة برزت فيها خصائص
الشعر الجاهلي بوضوح ، فامتازت بالطول والجودة والفصاحة الواضحة ، والاسلوب
القوي وقوة العبارة وزجالتها ، وهي قصائد نفيسة امتدت من غزل امرئ القيس ،
وحماس المهلهل ، وفخر ابن كلثوم .
وأجمع الرواة على انها سبعة ، وزاد بعضهم ثلاثة لتصبح عشر .وهم : الاعشى
والنابغة الذيباني وعبيد بن الابرص.
واختلف في تسميتها بالمعلقات على أقوال
لأنّهم استحسنوها وكتبوها بماء الذهب وعلّقوها على الكعبة ، وهذا ما
ذهب إليه ابن عبد ربّه في العقد الفريد ، وابن رشيق وابن خلدون وغيرهم ،
يقول صاحب العقد الفريد : « وقد بلغ من كلف العرب به )أي الشعر) وتفضيلها
له أن عمدت إلى سبع قصائد تخيّرتها من الشعر القديم ، فكتبتها بماء الذهب
في القباطي المدرجة ، وعلّقتها بين أستار الكعبة ، فمنه يقال : مذهّبة امرئ
القيس ، ومذهّبة زهير ، والمذهّبات سبع ، وقد يقال : المعلّقات ، ففي
العقد الفريد ذهب ابن عبد ربّه ومثله ابن رشيق والسيوطي وياقوت الحموي وابن
الكلبي وابن خلدون ، وغيرهم إلى أنّ المعلّقات سمّيت بذلك; لأنّها كتبت في
القباطي بماء الذهب وعلّقت على أستار الكعبة .
وقيل معلقة في القلوب والأذهان لجودتها وحسن وقوة اسلوبها ، وقيل انها علقت
بالرقاب كالدر. بخلاف أبو جعفر النحّاس ، حيث ذكر أنّ حمّاداً الراوية هو
الذي جمع
السبع الطوال ، ولم يثبت من أنّها كانت معلّقة على الكعبة ، نقل ذلك
عنه ابن الأنباري . فكانت هذه الفكرة أساساً لنفي التعليق :
كما أن هناك شواهد أخرى تؤيّد أن التعليق على الكعبة وغيرها ـ كالخزائن
والسقوف والجدران لأجل محدود أو غير محدود ـ كان أمراً مألوفاً عند العرب ،
فالتاريخ ينقل لنا أنّ كتاباً كتبه أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة في حلف
خزاعة لعبد المطّلب ، وعلّق هذا الكتاب على الكعبة . كما أنّ ابن هشام يذكر
أنّ قريشاً كتبت صحيفة عندما اجتمعت على بني هاشم وبني المطّلب وعلّقوها
في جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم .
ويؤيّد ذلك أيضاً ما رواه البغدادي في خزائنه من قول معاوية : قصيدة
عمرو بن كلثوم وقصيدة الحارث بن حِلزه من مفاخر العرب كانتا معلّقتين
بالكعبة دهراً .
وذكر ابن الكلبي : أنّ أوّل ما علّق هو شعر امرئ القيس على ركن من أركان
الكعبة أيّام الموسم حتّى نظر إليه ثمّ اُحدر ، فعلّقت الشعراء ذلك بعده .
ومنهج القصيدة في
المعلقات يظهر بوضوح في تعدد الأغراض تبدأ بالغزل وبكاء الأطلال ،
ثم تنتقل إلى الوصف ، ثم إلى الغرض الذي يقصده الشاعر ، وقد تختم بالحكم .